" محمد الماجد.. القلم المتوحش الأليف".. عنوان كتاب جديد يصدر قريباً للكاتب البحريني أسامة الماجد، والذي يوثق من خلال فصوله وصفحاته سيرة والده الأديب والصحافي البحريني الراحل محمد الماجد، وأهم المحطات في مسيرته مع الأدب والصحافة.
يقع الكتاب الذي يصدر في 248 صفحة من الحجم الوسط يستحضر رحلة محمد الماجد من البدايات وحتى النهايات، ويتوقف عند الكثير مما عاشه من مواقف، وما خاضه من معارك أدبية وصحفية. وينقسم الى إحدى عشر فصلا. الفصل الأول: " طفولة بائسة تقوده الى القمة". والفصل الثاني: " قالوا عن محمد الماجد" ويضم هذا الفصل 23 شهادة من أصدقائه ورفقاء دربه من الادباء والكتاب والإعلاميين.. الفصل الثالث " معارك محمد الماجد الأدبية" . والفصل الرابع: " دراسات نقدية عن تجربته ". والفصل الخامس: " دعوات للحرية وجرأة في الطرح" .
واما الفصل السادس فقد تم تخصيصه لأقواله، والفصل السابع: " اديب سبق عصره " ويستعرض هذا الفصل الكيانات التي طالب بها الماجد وكتب عنها في الأضواء وبعدها في اخبار الخليج قبل ان ترى النور، كمطالبته بيوم عالمي للصحافة ، وجوائز تقديرية لكتاب المسرح، وإنشاء كلية للتدريب المهني، وجمعية الرفق بالحيوان.
وضم الفصل الثامن اللقاءات الصحفية التي أجرتها المجلات والصحف مع الماجد ، كمقابلة نشرتها مجلة صدى الأسبوع في يناير عام 1978، ومقابلة نشرت في صفحة " ادب" بجريدة الأضواء في 3 مايو عام 1976 . والفصل التاسع: يستعرض التمثيل الأول للبحرين في مؤتمر الادباء العرب بدمشق، حيث يقدم الكتاب نص الكلمة التي القاها الماجد في المؤتمر عام 1971 وهو اول مؤتمر تحضره اسرة الادباء والكتاب برئاسته . والفصل العاشر : تضمن الحوارات التي اجراها مع رموز الفكر والادب العربي ،. وأخيرا الفصل الحادي عشر وفيه صور من حياته.
وجاء في مقدمة الكتاب :
"والآن، بعد مضي سنوات طويلة على وفاة الوالد محمد الماجد رحمه الله "1945 – 1986"
أقدم هذا الكتاب وفاء وخدمة لهذا الجيل والأجيال القادمة، بعد أن تعززت قناعتي بالنقص في حفظ الآثار الأدبية لوالدنا الأديب والصحافي الكبير محمد الماجد وسيرته وحياته الغزيرة بالعطاء، فحياته ليست مجرد سرد قصصي عادي، فالماجد وجد نفسه يغدو على مر الأيام صديقا حميما للمعاناة وضيق الحياة وظلمات العبث حتى أنه - كما سمعت - كان مختلفا عن أقرانه في طفولته.
حياته كانت قصة مأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وما يثير فينا الحيرة والدهشة كأسرة هو الكتابة كجذاف سفينة حكم عليه بالعمل دون هوادة. كان يجد متعته بالقراءة والكتابة وكأنها متعة بالنضال، ولأنه لم يعد بوسعه أن يطيق هذا العالم الذي يصفه بالطرق المهجورة المشحونة باليأس، فليس ثمة شيء في هذا العالم يجعله يشعر بالغبطة والسعادة، ولم يكن مبررا لوجوده أكثر من الدخول إلى أغوار هذا العالم الغريب، وهو ممتطيا الزمن عبر قلمه.
ذكريات ثمينة مبعثرة لأصدقائه ورفقاء دربه وتلامذته جمعها هذا الكتاب، فكل من عاصره مازال يلتمس أدبه وطابعه وفنه العظيم وتمرده، وتصديه لمظاهر الزيف والكذب في المجتمع، ولهم منا كل الشكر والتقدير على مساهمتهم والتي نعتبرها تكريما للماجد في حد ذاته، كما وضعنا في الكتاب الدراسات النقدية التي تناولت تجربته في القصة القصيرة، والمعارك الأدبية التي خاضها في الصحافة، ومجموعة من المقالات التي نشرت في الصفحة الأخيرة بجريدة الأضواء في نهاية الستينات وبداية السبعينات، وبعضها في جريدة أخبار الخليج توضح طبيعة أفكاره وتصوراته نحو واقعه وانتمائه لتلك المرحلة المهمة وبالغة الحساسية في الحياة العربية الحديثة، إضافة إلى الدعوات المتقدمة التي أطلقها وكانت سابقة للعصر، مثل دعوته لتخصيص يوم عالمي للصحافة في بداية الثمانينات، أي قبل أن تعلنه الأمم المتحدة في ديسمبر العام 1993 بناء على توصية من المؤتمر العام لليونسكو، ومطالبته بتأسيس أسرة الأدباء والكتاب وغيرها من الدعوات، وأيضا حمل الكتاب عددا من المقابلات التي أجرتها الصحافة المحلية مع الماجد، والتمثيل الأول للبحرين في مؤتمر الأدباء العرب بدمشق العام 1971، والمقابلات التي أجراها مع رموز الفكر والأدب العربي ونشرها في الأضواء، كالشاعر إبراهيم العريض، والشاعر غازي القصيبي، والأديب والكاتب المصري محمود السعدني، والشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري وغيرهم، وأخيرا صور من حياته.
كلي أمل أن يقدم هذا الكتاب دراسة وافية عن حياته وفكره وإنجازاته، فهو حق عليّ كابن بار بوالديه ونصير لهما إلى يوم الدين.
يُذكر أن أسامة الماجد قام في عام 1998 بتجميع نصوص لمحمد الماجد كتبت في الفترة بين 1981 – 1986 وطبعت في كتاب بعنوان" أنت أول من سألني عن اسمي" من إصدارات أسرة الأدباء والكتاب، كما قام أيضا في عام 2009 بطباعة روايته الوحيدة " كتابات عاشق على رمال الشواطئ" والتي نشرت على حلقات في الصحافة ، ولكن الطباعة استندت على المخطوطة الرئيسية. والرواية من إصدارات مؤسسة الأيام.
وفي العام 2009 طرح فيلما وثائقيا تأليفا وإخراجا بعنوان" محمد الماجد والبحث عن الزمن الضائع" وثق فيه حياته الحافلة بالأحداث والمنعطفات اختزلها في 40 دقيقة وتم عرض الفيلم في مختلف المؤسسات الثقافية الأهلية.
وتخليدا لذكراه ودوره الرائد في الحركة الأدبية الحديثة في البحرين وريادته في الصحافة البحرينية، أطلقت العائلة في العام 2012 درعا باسمه مخصص للإبداع السينمائي يمنح سنويا الى احد المبدعين في مجال السينما محليا وخليجيا، ، كما تم فتح حساب في منصة " أنستغرام" لتعريف أبناء الجيل الحالي بتاريخ الماجد.