ما إن تأسست أسرة الأدباء والكتاب قبل 50 عاما حتى بدأت الحياة الأدبية في البحرين تأخذ منعرجا جديدا، فقد أصبح بإمكان الأديب البحريني نشر نتاجه والتعرف على ما يدور في بقية الوطن العربي، وكانت هذه العملية مهمة جدا إذ مدت الجسور وساهمت بشكل فعال في تنشيط الحياة الثقافية، واستطاعت الأسرة بروادها الأوائل أن ترسم ملامح النهضة الفكرية والثقافية الجديدة في البحرين والدفع بمسيرة الخلق والإبداع، ومن ثم تشجيع الكتاب الناشئين وفسح المجال أمامهم وساهمت بقسط كبير في غرس الثقة في النفوس، وكان لي الشرف بانتخابي كأصغر أمين للسر في تاريخ الأسرة في منتصف التسعينات، وتمثيلها في مؤتمر الأدباء والكتاب العرب في دمشق في تلك الفترة إلى جانب الزملاء الشاعر علي الشرقاوي، والشاعر يوسف حسن، والشاعر عبدالحميد القائد، والقاص إبراهيم سند.
أسرة الأدباء والكتاب عطاء وامتداد مستمر ودور كبير في خلق تيار مغاير جمع حوله كل الكتاب والمأخوذين بهاجس الكتابة وأرق المستقبل والحلم، وكانت مشعلا مضيئا للمنطقة كلها، وكوني “ابنا” للأسرة حيث ترقد نعومة طفولتي في جلدها باعتباري ابنا للمؤسسين الوالد الأديب الراحل محمد الماجد، والوالدة الشاعرة حمدة خميس، وبالرغم من ابتعادي عن كتابة القصة القصيرة، إلا أنني مازلت ألتقي بأشجارها وأنهارها وكأن هناك أسطورة حب بيننا، وأتمنى والأسرة تحتفل بعيدها الخمسين يوم الخميس القادم أن تزيد من رصيدها عبر تنفيذ عدد من المشروعات منها على سبيل المثال، تفعيل دور مكتبة الأسرة وتزويدها بالمزيد من الوسائل للمطالعة العمومية، والبحث عن مقترحات عملية لدعم الكتاب الشباب والوجوه الواعدة، في ظل المتطلبات المتزايدة لجموع الشباب الطموح والمتزايد إقباله على المادة الأدبية، إضافة إلى التواصل مع الملحقات الثقافية بسفاراتنا في الخارج بهدف الترويج للمنتج الثقافي البحريني بالخارج، وهناك اقتراح أخير وهو وضع صور المؤسسين والرواد على جدران صالة الفعاليات في الأسرة، وتزيينها بصور الأدباء ليتسنى للضيوف التعرف عليهم، علاوة على جمالية المكان، بدلا من البقعة البيضاء الجامدة.