صدرت مؤخراً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر البحريني علي عبدالله خليفة، في مجلد بـ624 صفحة من القطع المتوسط، في حلة قشيبة، بطباعة راقية وورق ممتاز وغلاف ملون.
يشمل المجلد المجموعات الشعرية الست التي أصدرها الشاعر باللغة العربية الفصحى خلال تجربة شعرية ممتدة لأكثر من خمسين عاما. تقدمتها دراسة تحليلية للدكتورة وجدان الصايغ أستاذة الأدب العربي بجامعة ميتشغان الأمريكية.
شهادات
وتضمن الغلاف الأخير للمجلد، شهادات في تجربة علي عبدالله خليفة، لأبرز نقاد الشعر بالبلاد العربية والأوروبية، منهم الناقد المصري د.صلاح فضل الذي كتب يقول: "إن كثافة الأسلوب التعبيري لدى علي خليفة تجعل من كل قصيدة "علامة" على تجربة مرتكزة في صميم الخبرة الذاتية لحياة الشاعر الباطنية، ومحاولة لتشكيل عالم شديد التراسل مع معطيات المناخ الشعري السائد. لكن يظل الصوت المفرد المنبعث من أعماق الروح المشتبك مع صرعات الوجود يحمل بصمته الخاصة".
بينما وصف الروائي البحريني عبدالقادر عقيل، علي خليفة "بالشاعر الذي يعالج الكون بالحب". وكتب الشاعر والناقد الفرنسي جان بيير سيمون: "علي خليفة شاعر حقيقي، كلماته تعج بالحيوية والإثارة، وبقدر ما هي بارعة وودية فإنها انفتاح على العالم، على الحياة المتدفقة، على الألم والحلم".
نداء التطور
أما الناقد اللبناني د.سليمان العطار، فكتب يقول: "يستجيب هذا الشاعر لنداء التطور والتفوق على نفسه دائما. هناك نفس تصوفي يخترق أسوار الحس بحثا عن مآل مفقود يكاد يمسك به في شعره، ثم هناك شفافية بالغة الحنو في اللغة". وعلق الشاعر والناقد اليمني د.عبدالعزيز مقالح، بالقول: "نجح الشاعر علي خليفة في رسم مناخ الألفة بل التداخل الذي يجمعه ويوحده مع القصيدة، كما نجح في الجمع بين الإيجاز والمجاز وبين الإضاءة والترميز، مع استخدام لغة حيوية مباغتة".
وكتبت الناقدة البولندية د.بربارا بيو كولسكا، تقول: "علي خليفة وسيط ومترجم للواقع بحجم ما يملكه من مشاعر وحساسية. قصائده مصقولة ومدروسة، يتناغم فيها لحن القصيدة والمفردة وصور الطبيعة والألوان والأصوات"، كذلك تقول التشكيلية الفرنسية شانتال لوجوندر: "إن إنشاد علي خليفة للشعر جعلني بحق أحس ببحثه القلق وبأسئلة روحه الظمأى".
دراسات وأطروحات
وتأتي هذه الشهادات، مقتطفة من عدة دراسات وأطروحات جامعية تناولت عالم علي خليفة الشعري، من ضمنها دراسة بعنوان "قيثارة المعاصرة بين الذات والموضوع" للدكتور سليمان العطار، و"أفكار في إبداعات الشاعر البحريني المعاصر علي عبدالله خليفة" للمستشرقة البولندية البروفيسور دكتور بربارا ميخالاك بيكولسكا والدكتور يوسف شحادة، و"محارق الحداثة" لغالية خوجة، و"زهرة اللوتس" دراسة بلاغية في شعر علي عبدالله خليفة للدكتورة وجدان عبد الإله الصائغ، و"صيادو اللؤلؤ في شعر علي عبدالله خليفة" لجاكلين هوفر، و"الشاعر علي عبدالله خليفة في ضوء اتجاهات الشعر العربي المعاصر" للدكتور عودة الله منيع القيسي، و"علي عبدالله خليفة .. من أنين الصواري إلى إضاءة لذاكرة الوطن" للدكتور ماهر حسن فهمي، و"علي عبدالله خليفة وظاهرة البحر في شعره" لعائشة سلمان السياس، بالإضافة إلى دراستي الدكتور علوي الهاشمي "ما قالته النخلة للبحر" و"السكون المتحرك".
ويعد علي عبدالله خليفة أحد مؤسسي حركة الشعر البحريني الحديث، وهو واحد من ستة عشر أديبا أسسوا أسرة أدباء وكتاب البحرين. وقد اختيرت نماذج من قصائده وأدرجت ضمن المقررات الدراسية على طلبة الإعدادية والثانوية العامة بمدارس البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة. وترجمت مختارات من أشعاره إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والبولندية والرومانية والبرتغالية. "وكانت مختارات من هذه الأشعار مادة غنية ضمتها مناهج تدريس اللغة العربية بمدارس مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، كما تناولتها رسائل طلبة الماجستير في فرنسا والبحرين وإيران وخضعت للعديد من الدراسات التحليلية لنقاد من البلاد العربية والأجنبية".
أنين الصواري
نشر علي عبدالله خليفة ديوانه الأول أنين الصواري في عام 1969، لتتوالى بعد ذلك مجموعاته الشعرية بالفصحى والعامية: عطش النخيل 1970، إضاءة لذاكرة الوطن 1973، عصافير المسا 1983، في وداع السيدة الخضراء 1992، حورية العاشق 2000، يعشب الورق مختارات شعرية لأسرة الأدباء والكتاب البحرين 2005، لا يتشابه الشجر 2005 ، على قلب واحد، "قمر وحيد" مختارات شعرية ترجمها إلى الفرنسية المعطي قبال في باريس 2006، "وشائج" مختارات شعرية مترجمة إلى الفرنسية 2009.
جعفر الديري.