قبل أن تتأسس أسرة الأدباء والكتاب في البحرين كان هناك حراك أدبي شبابي يتشكل من مجموعة من الشباب كانوا ينشرون قصائدهم وقصصهم ومقالاتهم في جريدة "الأضواء" ومجلة "صدى الأسبوع" ومجلة "هنا البحرين" أمثال د. محمد جابر الأنصاري، علي عبدالله خليفة، قاسم حداد، د. علوي الهاشمي ومحمد الماجد وغيرهم من الأسماء المعروفة حالياً والتي بدأت تلفت النظر إليها بشكل جماهيري نظراً لاقتراب إبداعاتهم شعراً وسرداً وكتابة من هموم الناس اليومية والابتعاد عن الذاتية التي كانت مهيمنة على الأنماط الأدبية في ذلك الوقت، لكن كان ينقص هذا الحراك الأدبي الجديد تنظيم مؤسسي يحدد سمات ملامحه ونهجه الفكري، وكان هذا الهاجس يشغل بال هذه المجموعة في كيفية وجود الشكل المؤسسي.
إن التكوين المبكر لهذه الحركة الأدبية الجديدة والتي كان يتشكل وعيها التأسيسي ضمن فضاء رؤية طموحة ومشروعة في فترة الستينيات من القرن الماضي، وهي الفترة الحرجة من تاريخ البحرين السياسي الذي كانت تتنازعه تيارات سياسية متعددة من تأثير المد القومي الذي كان يجتاح المنطقة العربية من جهة، والانتداب البريطاني الذي كان مفروضاً على البحرين من جهة أخرى، كان من أكبر التحديات التي واجهت مرحلة التأسيس. من هذا المنطلق جاء تأسيس أسرة الأدباء والكتاب كجمعية معنية بالشأن الأدبي كضرورة فرضتها الظروف والطموح والتحديات المحلية والإقليمية، هذه الظروف هي التي أخرجت هذا الكيان الأدبي الصامد منذ تاريخ التأسيس في 29 سبتمبر 1969 حتى يومنا الحاضر.
إن أسرة الأدباء والكتاب تثبت بعد خمسين عاما من العطاء والبقاء أنها من أكثر المؤسسات الأدبية قدرة على التفاعل والمشاركة المجتمعية، مما يعكس الاهتمام والتقدير لتاريخ الأسرة وبرامجها ومكانتها لدى الوسط الأدبي والثقافي في البحرين.
د. راشد نجم