ها نحن قد أنهينا خمسين عاماً من عمر أسرة الأدباء والكتاب، كانت فترة زمنية ليست قصيرة في عمر المؤسسات الثقافية عامة، حاول المؤسسون ومن جاء معهم في السنوات الأولى، ثم تعاقبت الأجيال عبر عمرها المديد، لتكون منارة مضيئة في المشهد العربي أدبياً وثقافياً، حيث كان مبدعوها ونقادها يمثلون علامة مهمة في كل المحافل التي تدعى إليها.
ففي الأسبوع الماضي احتفلت الأسرة بعيدها الخمسين الذي كان لافتاً للأنظار، وأعتقد نجحت الأسرة في إقامته في هذا الوقت الذي تحتفل البلاد بالأعياد والمناسبات المختلفة، ذلك النجاح الذي رسمته ابتسامات الحضور، والثناء الذي تناثر من الأفواه في قاعة المسرح والبهو والأمكنة الأخرى بعد ذلك، كما أن النجاح كامن في ربط الأدب والثقافة والفن البصري والموسيقى وفرحة الجمهور، وهذه شهادات وقلائد تعلق على صدر أسرة الأدباء والكتاب.
وإذا كان الاحتفال يؤكد على إعلان انصرام فترة زمنية مملوءة عطاء وتضحيات قدمتها الأعضاء التي تعاقبت على الأسرة، ومجالس إداراتها، منذ الولادة حتى اليوم، حيث بنت جسوراً من الثقافة والأدب والتمثيل الداخلي والخارجي، وأسهمت في صقل التجارب والمواهب والطاقات الإبداعية والنقدية، ونادت باحتضان المواهب الأدبية الشعرية والسردية والنقدية.
وبهذا الاحتفال فإن الأسرة تشير إلى مرحلة جديدة تتكاتف فيها كل الجهود .. مرحلة تكون أكثر طموحاً في تحقيق الرؤية التي تعكس نهجها الفكري، وأكثر تعالقًا مع المشهد الثقافي والأدبي العربيين، وهذا يتطلب منا جميعاً – نحن أدباء وكتب هذا الوطن المعطاء – العمل الدؤوب، والبناء المستمر من خلال إعداد الخطط الثقافية، والبناء الاستراتيجي لاستثمار الثقافة، وتعزيز دور الأدب والأدباء محلياً وخارجياً، ولكن لن تتحقق هذه الطموحات إلا بحضور مكثف إلى فئة الشباب التي سيكون عليها العبء الثقافي، وتحمل المسئولية الأدبية مستقبلاً.
ولكي نرى هذه الطموحات متمثلة على الساحة الثقافية والأدبية عامة، والأسرة وأعضائها بخاصة، لابد من الدعم المادي والمعنوي واللوجستي المباشر وغير مباشر من الجهات المختلفة ذات العلاقة بالثقافة والاقتصاد الرسمية والأهلية.