احتفالنـا الخمسيني عبـق ينشـر رؤاه علـى السـاحة الإبداعية، وذلك مـن خلال كوكبة مـن الأسماء التي أسهمت فـي بناء هذا البيت الأدبي، ومن هذه الأسماء الروائي الراحل عبدالله خليفة.
لقد سعت أسرة الأدباء والكتاب لتكريم عبدالله خليفة، في احتفال كبير يليق بمكانته وتاريخه وعطائه الأدبي والفكري، وتم تحديد النصف الثاني من شهر ديسمبر 2014 موعداً لهذا التكريم، بالـتزامن مع نشر أحدث رواية له وهي رواية "خليج الأرواح الضائعة"، ولكن شاءت إرادة الله العلي القدير عكس ما تم التخطيط له، حيث رحل عن الدنيا قبل أن يشهد التكريم.
ولد عبدالله خليفة في 1 مارس 1948 وتوفي في 21 أكتوبر 2014. وقـد تنوعت كتاباته منذ نهاية ستينيات القرن الماضي، لتشمل أنواعاً أدبية وفكرية، خصوصا في إنتاج القصة القصيرة والرواية والدراسات الفكرية، فمنذ عام 1966 بدأ كتابة القصة القصيرة بشكل مكثف وواسع أكثر من بقية الأعمال الأدبية والفكرية التي كان يمازجها مع هذا الإنتاج، لـذا فإن المتتبع لمنجـزه الأدبي يجد أن اهتمامه كان منصباً على القصة القصيرة بشكل خاص، وقد نشر في ما بين 1966 إلى 1975 عشرات القصص القصيرة في المجلات والصحف البحرينية خاصة، ومنذ الثمانينات من القرن الماضي قام بطبع نتاجه القصصي والروائي والفكري في دور النشر العربية المختلفة.
نشر خليفة عام 1975 مجموعته القصصية الأولى "لحن الشتاء"، ليتبعها بمجموعات أخرى هي: الرمل والياسمين، يوم قائظ، سهرة، دهشة الساحر، جنون النخيل، سيدالضريح، الكسـيح ينهض، أنطولوجيا الحمير، إنهم يهزون الأرض، ضوء المعتزلة، وباب البحر.
أما الأعمال الروائية فبدأها في عام 1981 برواية "اللآلئ"، ثم أتبعها بروايات: القرصان والمدينة، الهيرات، أغنية الماء والنار، مريم لا تعرف الحداد (امرأة)، الضباب، نشيد البحر، الأقلف، ساعة ظهور الأرواح، المجلد الأول من الأعمال الروائية الكاملة، رأس الحسين، عمر بن الخطاب شهيداً، التماثيل، عثمان بن عفان شهيداً، علي بن أبي طالب شهيداً، محمد ثائراً، ذهب مع النفط، عنترة يعود إلى الجزيرة، الينابيع، عقاب قاتل، اغتصاب كوكب.
ونشر له من الروايات بعد رحيله: رسائل جمال عبدالناصر السرية، ثمن الروح، ألماس والأبنوس، ابن السيد، الأرض تحت الأنقاض، حورية البحر، طريق اللؤلؤ، بورتريه قصاب، مصرع أبي مسلم الخراساني، شاعر الضياء، هدهد سليمان، وخليج الأرواح الضائعة، وهي الرواية التي أصدرتها الأسرة في عام 2015 بالتعاون مع مركز عبدالرحمن كانو الثقافي وهيئة شؤون الإعلام.
وبالرغم مـن انغماسه بالعمل الإبداعي السـردي، فإنه لم يكن بعـيداً عـن العمل البحـثي، إذ أصدر عـبدالله خليفة مجموعة من الدراسات الواسعة والمهمة، اتسمت بالعمق والتحليل التاريخي والفلسفي وهي: الراوي في عالم محمد عبد الملك القصصي، الجزء الأول والثاني والثالث من كتاب "الاتجاهات المثالية في الفلسفة العربية الإسلامية"، نجيب محفوظ من الرواية التاريخية إلى الرواية الفلسفية، نماذج روائية من الخليج والجزيرة العربية.
وبعد رحيله، نشر له: الجزء الرابع من كتاب "الاتجاهات المثالية في الفلسفة العربية الإسلامية"، صراع الطوائف والطبقات في المشرق العربي وإيران، الملعون سيرة وحوارات وما كتب عنه، تطور الأنواع الأدبية العربية، رأس المال الحكومي الشرقي، لينين ومغامرة الاشتراكية، عالم قاسم حداد الشعري، عبدالله خليفة: عرض ونقد عن أعماله.
ولم يقف قلم عبدالله خليفة عند حدود كتابة القصة القصيرة والرواية والدراسات بل اتسع فضاء اهتمامه ليشمل عالم الصحافة عندما عمل في صحيفة أخبار الخليج فاشتغل على التصدي لقضايا وملفات ساخنة سياسية واجتماعية وأدبية ودينية خلقت له شهرة واسعة.