مازلنا في أسرة الأدباء والكتاب، نلقي الضوء على وجوه تألقت في فضاء هذا الكيان الأدبي العريق، وساهمت بقوة في رفد المشهد الثقافي والأدبي في البحرين.
من هذه الوجوه، قاسم حداد. الشاعر الكبير واسع الانتشار والحضور، وأحد مؤسسي أسرة الأدباء سبتمبر 1969. شغل عددا من المراكز القيادية في إدارتها، وتولى رئاسة تحرير مجلتها "كلمات" عام 1987.
يمثل حداد الصوت الشعري البحريني الأكثر حضوراً على امتداد النصف قرن الماضي، منذ سبعينيات القرن العشرين حتى العقود الأولى من القرن الواحد والعشرين، وقد أعطى الشعر البحريني منذ ديوانه الأول "البشارة" الصادر سنة 1970 الكثير من الإنجازات والتجارب والعديد من المشكلات كذلك، وهو في إنجازاته وأسئلته وإثارته الإبداعية والفكرية ساهم في دفع الحركة الأدبية والثقافية إلى الأمام.
يذكر ذلك الناقد والروائي الراحل عبدالله خليفة في كتابه "عالم قاسم حداد الشعري"، الصادر حديثاً عن دار نينوى بدمشق، مشيراً إلى أن قاسم "عبر بقوة عن تطور الجيل الأدبي الذي تشكل منذ خمسينيات القرن العشرين وبدأ البروفات التجريبية الكتابية طوال الستينيات التي شكلته كصوت وطني – معارض، ثم جاءت السبعينيات من القرن الماضي كذلك ليبدأ إنتاجه الحقيقي، وفي هذه العقود الثلاثة كانت البلد تنتقل من فقر مدقع إلى نمو اقتصادي بسيط، فاكتوى الجيل الإبداعي الأساسي في تاريخ البحرين بالفقر من جهة وبزخم التدفق الثقافي العربي والعالمي من جهة أخرى".
ترجمت أشعار قاسم إلى عدد من اللغات الأجنبية، وكتبت عن تجربته الشعرية عدد من الأطروحات في الجامعات العربية والأجنبية، والدراسات النقدية بالصحف والدوريات العربية والأجنبية.
وتضم سيرته الإبداعية العديد من المؤلفات الأدبية المتميزة، هي: البشارة، خروج رأس الحسين من المدن الخائنة، الدم الثاني، قلب الحب، القيامة، شظايا، انتماءات، الجواشن "نص مشترك مع أمين صالح"، يمشي مخفوراً بالوعول، عزلة الملكات، نقد الأمل، أخبار مجنون ليلى "بالاشتراك مع الفنان ضياء العزاوي"، ليس بهذا الشكل ولا بشكل آخر، قبر قاسم، الأعمال الشعرية، علاج المسافة، له حصة في الولع، المستحيل الأزرق "كتاب مشترك مع المصور الفوتغرافي صالح العزاز" ترجم النصوص إلى الفرنسية عبد اللطيف اللعبي، والإنجليزية نعيم عاشور، ورشة الأمل "سيرة شخصية لمدينة المحرق"، أيقظتني الساحرة "مع ترجمة إلى الانجليزية د.محمد الخزاعي"، ما أجملك أيها الذئب، لست ضيفاً على أحد، فتنة السؤال، دع الملاك، الأزرق المستحيل ويليه أخبار مجنون ليلى، إيقاظ الفراشة التي هناك "مختارات"، الغزالة يوم الأحد "شذرات"، طرفة بن الوردة، مكابدات الأمل، لست جرحاً ولا خنجراً، سماء عليلة، النهايات تنأى، الأعمال النثرية، أيها الفحم يا سيدي، "دفاتر فنسنت فان غوخ"، ثلاثون بحراً للغرق.
يكتب حداد مقالاً أسبوعياً منذ بداية الثمانينات بعنوان "وقت للكتابة" ينشر في عدد من الصحف العربية.