وهكذا تنهض صفحتنا الأدبية لترسم صورة إصرار هذا الكيان الأدبي في تجذر إبداعه وهو يقترب من خمسينيته الذهبية ليؤكد شعاره الذي انطلق به وهـو الكلمة من أجل الإنسان، فبعد أن عشنا وإياكم فترة الإرهاص التي قاربت العام تقريبا، استطعنا من خلال تلمس آراء المتابعين والمبدعين الشباب الرغبة الجامحة لتطوير صفحتنا الأدبية "فضاءات أدبية" لتصبح صفحتين كي نستطيع استيعاب التجارب الأدبية المعمقة محلياً وعربياً.
ندشن اليوم أولى صفحتي الفضاءات الأدبية بحلة جديدة ومتنوعة تتزاحم فيها النتاجات الأدبية بغية استنهاض الأقلام الإبداعية في البحرين وخارج البحرين لتوثيق عرى العطاء الفكري في زمن نحن في أشد الحاجة إليه للخروج من حالة الانكفاء الفكري والانطلاق نحو فضاء أرحب من خلال صفحتنا الأدبية فضاءات أدبية.
إن الهاجس الإبداعي لأسرة الأدباء والكـتاب يرنو إلى تحريك المياه الراكدة وتفعيل الفعل الثقافي واحتضان المواهب الإبداعية والسمو ببناء الوعي الثقافي في المجتمع انطلاقا من النهج الفكري في مرحلة التأسيس القائم على بناء الكلمة في صـيرورتها الدلالية في تأسيسها الجمالي.
ومما لا شك فيه أن التاريخ الخمسيني لمسيرة أسرة الأدباء والكتاب قد مر بمحطات عدة شكلت خبرات تراكمية كانت لها الأثر الجميل في تضفير المنجزات الإبداعية وخلق بيئة ثقافية أدبية بارزة في المشهد الثقافي على مستوى الداخل والخارج العربي حتى غدت وسما تهفو إليه قلوب محبي الأدب.
من هنا فإننا في مشـروعنا الجديد في تخصيص صفحتين من فضاءات أدبية لنطمع في المشاركة الفاعلة في هذا المنبر المفتوح على كل الفضاءات الإبداعية سواء الإبداعات الناشئة أو الإبداعات المتمكنة فنياً وجمالياً، كما أننا لنسعد في الوقت ذاته بالمشـركات العربية شعراً وسرداً ودراسات نقدية إيماناً بوحدة الكلمة من أجل الإنسان في مسيرتها الجمالية. وهكذا نسير في رحلة الحياة بوهجها المضيء نحو الأفق المعرفي الإنساني.
الدكتور عبدالقادر المرزوقي.
