شارك وفد أسرة الأدباء والكتاب ممثلاً لمملكة البحرين بالمنتدى الثقافي الخليجي الثاني الذي ينظمه نادي المنطقة الشرقية الأدبي بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث بمقر النادي في مدينة الدمام.
وترأس الوفد البحريني رئيس مجلس إدارة الأسرة الدكتور راشد نجم الذي ترأس أولى جلسات المنتدى، كما وضم الوفد الشاعرين صالح يوسف رئيس العلاقات العامة والإعلام بالأسرة والشاعر نوح الجيدة. وقد استضاف المنتدى في دورته الثانية أكثر من 40 مشاركًا من شعراء ونقاد دول مجلس التعاون الخليجي، وقدم عدداً من الجلسات النقدية والأمسيات الشعرية تحت عنوان «الحركة النقدية في دول مجلس التعاون الخليجي خلال 20 عاماً»، بالإضافة إلى انطلاق المهرجان الشعري تحت عنوان «دورة الشاعر عبد الله بن علي آل عبد القادر في مئويته الأولى».
وتناول المنتدى في اليوم الأول جلسة نقدية بعنوان «الحركة النقدية في دول مجلس التعاون الخليجي خلال 20 عاماً» والتي رأسها الدكتور راشد النجم، وشارك فيها الدكتورة بديعة الهاشمي من دولة الإمارات العربية المتحدة، والدكتورة أديم الأنصاري من المملكة العربية السعودية، والدكتور أحمد عبد الملك من دولة قطر، والدكتور سالم خدادة من دولة الكويت، والمهندس محمد العبد القادر من المملكة العربية السعودية.
أما الجلسة الثانية والتي ترأستها الأديبة شيخة الجابري من دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد شارك فيها الأستاذ الدكتور عبد الله الزهراني من المملكة العربية السعودية، والدكتور إسحاق الخنجري من سلطنة عُمان، والأستاذ الدكتور عبد الحكيم الشبرمي من المملكة العربية السعودية، والأديب فهد الهندال من دولة الكويت.
أما بالنسبة للمشاركات الشعرية فقد قدم الشاعر صالح يوسف مجموعة من القصائد التي تنتمي للشعر الفصيح، أبرزها هذه الأبيات:
نصبَتْ لهُ في لحْظِها حَبْلَ الشّرَكْ ** فتدَحْرَجَتْ نَبَضاتُهُ للمُعْترَكْ
ظنَّ الخلودَ هُناكَ يحْرِسُ عَرْشَها ** هيَ كعْبةٌ للحُسْنِ طافَ بها الفلَكْ
الرُّوحُ مدَّتْ كفَّها نحوَ السَّما ** سمَقَتْ لترْشُفَ لحْظةً عِنْدَ الحَلَكْ
لكِنَّها سَقطَتْ على الـ»جوديِّ» إذْ ** - مِنْ قَبْلِها - مَنْ رامَ جنَّتَها هَلَكْ
قدْ حاولتْ.. قدْ حاولتْ.. وبِجهْدِها ** قَطَفتْ ربيعاً في المَدارِ قَدِ ارْتَبكْ
فتبسَّمَتْ لما رَأتْ ثغْرَ الضِّيا ** خَنَقَ الدُّجى وسْطَ المدى وبهِ فتَكْ
جُذِبَتْ حِبالُ صُيودِها في بَحْرِهِ ** فإذا بها تلقى «هواءً في شبَكْ»!
أما الشاعر نوح الجيدة فقد قدم كذلك عدداً من القصائد الفصيحة أبرزها هذه الأبيات:
مستلقيًا.. رأسي إلى أعلى.. أرى ** -من كلِّ ما في الكونِ- نجمًا قد سرى
خُيلاءَ يمشي - كاشفًا ساقيه ِ- ** في وسط السماواتِ العلا.. متبخترا
هيَ مِشْيَةٌ.. لأبي دجانةَ فارسًا ** في غيرِ يومِ الحرب كانت مُنكرا
ويخبِّئُ البدرَ المضيء بسيفهِ ** حتّى محى ضوء السماء الأنورا
نفسي.. هي النجمُ المشاكس في المدى ** من حولها كلُّ الشِّرارِ تجمهرا
وبقيّةُ النجماتِ.. تلعبُ دورها ** بين الجموع تشاهدُ المستَنْكرا
نفسٌ عصيٌّ أمرها.. جبّارةٌ ** وتجرّبُ الطغيانَ حتّى تكبرا
وتقاتلُ.. الأفلاك والإنسانَ والإحسانَ ** والنّهجَ السويَّ الأخضرا
وأنا.. أحاول منعها مستنجدًا ** بضمير فيلٍ لم يُطِعْ مستكِبرا
أملي.. غرابٌ دلَّ آدم حفرةً ** ليعلِّمَ الإنسانَ دربًا قُدِّرا
أجري بهِ فوق الحصانِ مشيّعًا ** عُرْفَ الخساراتِ القديمةِ قد جرى
خذني إلى ظهر البراقِ فأمتطيهِ ** إلى السما والحُلمُ لن يتبخّرا
كم نال منّيَ بيتُ شِعْرٍ ظلّ مكبوتًا.. ** إلى أن خِلْتُ نفسي شاعرا
هذا، ويعد المنتدى امتداداً للمنتدى الأول الذي عقد في سلطنة عمان ونظمته الجمعية العمانية للكتاب والأدباء وقد لاقى نجاحا كبيرًا بمشاركة الأدباء والمثقفين من المملكة ودول الخليج والمهتمين بالحركة الثقافية والشعرية، وهذه النسخة الثانية وتقام في المملكة العربية السعودية.
الجدير بالذكر، أن فكرة المنتدى انطلقت من مملكة البحرين وبالتحديد في عام 2019 خلال احتفالية خمسينية أسرة الأدباء والكتاب التي شارك فيها عدد من رؤساء الاتحادات الأدبية الخليجية، مما يدل على الاهتمام البالغ بالحراك الأدبي في المملكة على جميع المستويات، وأنها نواة لتوليد الأفكار التي تعزز الروافد الأدبية، وخاصة بين بين مثقفي وأدباء دول مجلس التعاون الخليجي.