تحتفل أسرة الأدباء والكتاب يوم الخميس القادم 26 ديسمبر بمرور 50 عاما على تأسيسها، بإقامة حفل كبير بصالة البحرين الثقافية وتكريم المؤسسين والرواد ، وعند الحديث عن أسرة الادباء والكتاب فإننا نتكلم عن تطور الادب البحريني وازدهاره على اختلاف منازعه واتجاهاته، حيث رأت الاسرة ومنذ التأسيس على ان الثقافة عنصر أساسي وفعال في حياة الشعوب وكانت من نتائج هذه النظرة الجديدة العديد من المشاريع والإنجازات على مدى نصف قرن ، استطاعت فيها الاسرة بتقريب الثقافة من المواطن وتطوير المناخ الثقافي خاصة فيما يتصل بالندوات والامسيات الشعرية التي كانت تنظمها الاسرة وتحضرها حشود غفيرة من المواطنين على اختلاف مستوياتهم .
لقد وضعت اسرة الادباء والكتاب ومنذ فجر البدايات الصيغ والمعالجات العملية التي من شأنها ان تنهض بالواقع الثقافي وتضع الحلول الصائبة والناجعة ، وحققت مكاسب هامة للأديب البحريني، وحطمت السدود التي كانت تقف امامه وتحد من انطلاقته ، واختارت شعار " الكلمة من اجل الانسان " إدراكا لرفعة مكانة الثقافة وخطورة وسمو رسالتها ، في تكوين الانسان الذي يؤمن بالفكر وترسيخ قواعده.
في فعالية أقامتها الأسرة بداية العام الجاري بعنوان " خمسون عاما والكلمة من أجل الإنسان" ونشرتها " البلاد" تحدث 4 من مؤسسي الأسرة.
وهم الشاعر علي عبدالله خليفة والناقد علوي الهاشمي والكاتب خليفة العريفي وراشد نجم، عن البدايات وسردوا معلومات وشهادات ومفاجآت عن بدايات تكوين الأسرة والظروف المحيطة بالشأن الأدبي والثقافي في البحرين آنذاك، ونقتطف من شهادة راشد نجم مايلي: سبتمبر العام 1969 هو تاريخ تأسيس أسرة الأدباء والكتاب، والمؤسسون 16 وهم: محمد جابر الأنصاري، حسين راشد الصباغ، حمدة خميس، منيرة فارس آل خليفة، محمد الماجد، خليفة حسن العريفي، يوسف حسن، أحمد المناعي، راشد نجم منصور هاشم، محمد عبدالملك، خميس القلاف، خلف أحمد خلف، علوي الهاشمي، قاسم حداد، علي عبدالله خليفة.
وأول هيئة إدارية تكونت من: الرئيس محمد جابر الأنصاري، أمين السر علي عبدالله خليفة، أمين الصندوق علوي الهاشمي.
أول فعالية للأسرة كانت أمسية شعرية بنادي النسور في 3 يناير 1970 وشارك فيها كل من قاسم حداد وعلوي الهاشمي وحمدة خميس وعلي عبدالله خليفة وبعد مرور سنة على التأسيس صدر النهج الفكري للأسرة، ولم تكتف الأسرة بالأعضاء المؤسسين إنما وجهت دعوات إلى الرموز الأدبية والثقافية للمشاركة في الأسرة من بينهم الشاعر إبراهيم العريض ومحمود المردي والشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة والشاعر الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة والشاعر الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة والشاعر غازي القصيبي والشاعر عبدالرحمن رفيع.
أما مداخلة علي عبدالله خليفة فكانت :عندما تأسست صحيفة “الأضواء” برز كاتب وهو محمد الماجد وكان كاتبا غير عادي، بل كان غزير الإنتاج والى جانب عمله في الصحافة كان ممثلا ويعد مسرحيات في نادي شعلة الشباب، وكنا نجتمع في بيته يوم الجمعة من كل أسبوع لنقرأ على بعضنا نتاجنا وأيضا في بيت الشاعر علام القائد وكانت هذه التجمعات 1964 هي النواة الأولى لتأسيس الأسرة، وفي مارس العام 1969 كتب محمد الماجد في الصفحة الأخيرة من صحيفة “الأضواء” أن البحرين بحاجة إلى كيان أدبي ليجمع شباب هذه المجموعات الصغيرة التي كانت تلتقي في البيوت.
اسرة الادباء والكتاب كانت ولا تزال خلايا تتلاقى فيها الطاقات المبدعة والمنشطة للحياة الثقافية وذات العطاء الإنساني الثري، وهي عنصر قوة لا على المستوي المحلي والعربي وحده، بل على المستوى الإنساني أيضا، فكل الشكر واخلص مشاعر الاحترام والاكبار لهذا الكيان الادبي والساهرين عليه.