احتفت أسرة الأدباء والكتاب البحرينية بالمئوية الأولى للشاعر البحريني الكبير إبراهيم العريض، وذلك مساء يوم الإثنين 22 ديسمبر/ كانون الأول بمقر الأسرة، وهو ما كان احتفاء ومسكا لفعاليات البرنامج السنوي للأسرة، إذ حضره حشد من المثقفين والمهتمين باستعراض مسيرة العريض وأصداء تجربته الشعرية.
الحفل افتتحه رئيس الأسرة إبراهيم بوهندي من خلال كلمة ألقاها، مستفتحا بالدور الأدبي للعريض عبر مسيرته، مؤكدا أن حداثة اليوم لم تعد فزعة من ماضيها كما كانت الحداثة في بداية مشروع نص الحداثة وحداثة النص في فترة انفصال هذه العلاقة عن الشعر الكلاسيكي.
وذكر بوهندي بالقول: «هنا يقف إبراهيم العريض شاعرا ومفكرا ومعاصرا عظيما لا يمكن لهذه الجزيرة الصغيرة إلا أن تعتد بحضوره الذي لا يغيبه الموت ولا يخفيه بياض الأكفان»، مضيفا «مع مئوية العريض، ندشن اليوم منعطفا إداريا قد نكون تجاهلناه ونسيناه لأسباب فنية أو اجتماعية وغيرها» في حديث نحو ردم الفجوة بين الأسرة ومحيطها من الأدباء المعاصرين والرواد كما أسماهم بوهندي، إذ قال: «نريد اليوم في أسرة الأدباء والكتاب الاعتذار لمحبي الثقافة والأدب والشعر والحداثة عن كل اختلافاتنا الخلاقة حولها»، ومؤكدا بالقول: «من هنا لا يكون احتفاءنا بمئوية العريض احتفاء معزولا عن استراتيجية أسرة الأدباء والكتاب في مقاربة الأطراف».
واسترسل بوهندي في ذكر تاريخ العريض الطويل والحافل بالإنجازات الأدبية والاجتماعية، ما جعل الأمسية تكون حدثا مميزا.
واستغل بوهندي المناسبة للإعلان عن ملف إلكتروني يحتوي الأعمال الكاملة للعريض، ومواصلة العمل مع نادي العروبة على مشروع جائزة إبراهيم العريض للإبداع التي ستقدم في العام المقبل، إلى جانب الإعلان عن مبادرات من الأسرة تجاه عدد من رواد الحركة الأدبية وإطلاق جائزتها السنوية للمبدعين الشباب في مجال الشعر والسرد والنقد.
وارتقى المنصة من بعده الشاعر البحريني المتميز علي عبدالله خليفة، الذي استهل الحديث بذكريات ربطته شخصيا بالعريض، قبل أن يبوح بشعر من قصائد العريض التي ضلت تحلق في ذهنه، فكانت البداية مع قصيدة فاتحة من ديوان أرض الشهداء، تلتها قراءة لقصيدة الشاعرة نازك الملائكة بعنوان لنفترق، التي رد عليها العريض بقصيدة لماذا، التي قرأها خليفة بعد أن أوجز ظروف الأحداث آن ذاك في وقت كتابتها.
وقدم الشاعر يوسف حسن شهادة عن العريض عبر الاحتكاك المباشر به في نادي السنابس، فيما قرأ الشاعر والمسرحي مهدي سلمان شهادة المسرحي خليفة العريفي عن أثر العريض في التجربة المسرحية من خلال نشاطه في تنظيم المسرحيات في المدرسة الأهلية التي كان يديرها.
وكانت هناك تلاوة لأشعار باللغتين العربية والفارسية، قدمها الشاعران علي الجلاوي وإيمان أسيري، فيما قدم الشاعر علي البقالي نصا كان قد نشر له العام 2002 في رثاء العريض.
واختتم البرنامج من خلال عرض فيلم توثيقي عن العريض ومسيرته، بمشاركة كل من: علوي الهاشمي، عبدالجليل العريض، منصور سرحان، عبدالحميد المحادين، تقي البحارنة، محمود القصاب، محمد حسن كمال الدين، يوسف حسن، دعد إبراهيم العريض