×

في أمسية نادي القصة بـ «الأسرة»... لغات سردية متباينة وأفكار مختلفة.

تأكيداً لأهداف نادي القصة بأسرة الأدباء والكتاب البحرينية المتمثلة في خلق تجمع لكتّاب القصة يمكن من خلاله التعاون مع الملتقيات والنوادي الشبيهة به في الوطن العربي والعالم لاحقاً، أقام نادي القصة بالتعاون مع ملتقى القصة القصيرة الإلكتروني التفاعلي أمسية قصصية مشتركة، شارك فيها كل من القاصين كاظم الخليفة ومريم الحسن من المملكة العربية السعودية، والقاصين شيماء الوطني وحسن بو حسن من مملكة البحرين وذلك مساء الخميس الماضي الموافق 9 فبراير /شباط الجاري.

ويهدف النادي كما أوضح رئيسه مهدي عبدالله إلى صقل مهارات الشباب في مجال القصة القصيرة، وتعزيز التعارف والتعاون بين كتاب القصة في البحرين وترشيح أسماء للمشاركة في الفعاليات العربية إضافة إلى إصدار أنطولوجيا للقصة في البحرين وكتاب يضم مجموعة قصص للأعضاء.

الوطني: لغة متزنة

بدأت الأمسية بالكاتبة شيماء الوطني التي ألقت قصة بعنوان «NY 743» بلغة رشيقة وفكرة جاذبة للمتلقي، من غير تكلف غير مبرر أو فذلكة لغوية تضيع معها معاني القصة، وبنهاية غير متوقعة ختمت قصتها بعبارة: «وأنا في حالتي البائسةِ تلك امتدتْ يدٌ إلى كَتِفي تَهُزُه، وبتثاقلٍ أدرتُ رأسي فوجدتُ المرأةَ ذاتَ النظارةِ السوداءِ تبتسمُ في وجهي قائلة: رقم سيارتك (NY 743)».

كما ألقت قصصاً قصيرة جداً تميزت بها الكاتبة خلال مشوارها مع الكتابة نذكر منها: أراهُ كلَّ يوم على قارعةِ الطريق

يُميلُ مكنستَه وكأنه يراقصُها

ذاتَ اليمين .....

وذاتَ الشمال....

يكنسُ ما تذروهُ الريح

لم يَكَلْ أو يمل يوماً

وكذلك الريح!!!

الخليفة: لغة مختلفة

ثم قدم القاص كاظم الخليفة قصصاً قصيرة تميزت بلغتها العميقة وفكرتها المختلفة، واهتمامها باليومي والذاتي المنفتح على تجارب الآخرين، يقول في إحدى قصصه القصيرة:

«هل يمكنني مراقبة «عيني»؟ بكل سذاجة، وكما هو الطفل الذي يتوارى بعيداً عن المرايا المعلّقة ليعرف مدى مقدرتها على ملاحقته... أراقب عيني. طريقي إلى وعي العالم أخضعها للمراقبة، ولكن بمجرد مراقبتها تتجمد، تستسلم... وتقف كجندي معسكر ينتظر من قائده الأمر التالي... صوت تعثر، سقوط شيء ما... صراخ طفلي بألم، وفاصل من عتمة يجتاحهما... عندها يعمل الجهاز الآلي بداخلي، كقبطان سفينة تواجه الغرق... وينهمر سيل الأوامر: يدي تعرك أنفي بمسحة سريعة كأنها تستحثه ليوسع مدى حاسة الشم لديه، أقفز من مقعدي، لا أعلم من هو المستجيب الأسرع قدمي أم عمودي الفقري الذي تمدد فجأة، المسافة إلى باب الصالة أقصر من المعتاد في هرولتي، وكذلك مقبض الباب في ليونته المدهشة... الصور المتلاحقة في طريقي لا أدركها، وتعجز عيني عن تزويدي بالبيانات المطلوبة. وحدها أذني، وأحسبها اليسرى هي من تقود موكب الأعضاء المتدافعة كسهام نحو هدف المعركة... أصل إليه وارفعه عن الأرض، لماذا؟ لا أعلم! ، فقط لأجعله قريباً مني، وأقبله وأربت على رأسه. وبدهشة يفاجئني فمي أنني في أثناء التقبيل تعمد أن أتذوق شيئاً من ملوحة دمعته... أغمض عيني لأفسح مجالاً لعواطف يشتتها النظر».

الحسن: نهايات صادمة

أما الكاتبة السعودية مريم الحسن، فقد بدأت حديثها حول أهداف ملتقى القصة الإلكتروني، كترشيح أسماء من أعضاء الملتقى للمشاركات العربية، وطباعة كتاب يضم قراءات في نصوص الأعضاء، إضافة إلى الاستضافات الأسبوعية لأحد القصاصين بالتناوب، ونشر بعض المجموعات القصصية بطريقة «برايل» ليتمكن المكفوفون من قراءتها، وغيرها من الأهداف، التي تسعى إلى خدمة كتاب وجمهور القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية.

ثم قدمت قصة بعنوان ساجدة، الطبيبة النفسية التي يقع في حبها أحد مرضاها، وتطلب منه الزواج بها بعد أن تتعرف على زوجته في لقاء عابر في العيادة، إضافة إلى قصص قصيرة جداً نورد منها «حفّار»: يحمل معوله ويسير، يحفر القبور، يخرج الموتى وهم يحملون أكفانهم هاب المنظر... أراد أن يعيد كل شي إلى مكانه، انطبقت السماء على الأرض. وهكذا فإن نهايات الحسن جميعها امتازت بصدمتها.

بوحسن: لغة وقصة اجتماعية

أما القاص حسن بوحسن فقد قدم قصة بعنوان «كمال وصرخة دلال» يحكي فيها المعاناة الزوجية لمريض سكر بشيء من التفصيل بلغة متزنة وروح اجتماعية عالية. ثم قدم قصصاً قصيرة جداً، نذكر منها «فيري»: لفّوا أنفسهم بالخزي والعار، وبلعنة الله ورسوله والملائكة والناس أجمعين، قبل أن يتحولوا إلى كتل من رماد ملتهبة.
شخصية أدبية