«كتاب الهوى» لفاطمة التيتون.. ديوانٌ عن الحب كذلك!

بشذراتٍ نثرية، وقصائد وامضة، تصدرُ الشاعرة فاطمة التيتون ديوانًا جديدًا بعنوان «كتاب الهوى»، تفتتحه ببيتٍ للشاعر بشار بن برد، يكشف عن مضامينه وموضوعاته: «لو كنتُ أعلم أن الحب يقتلني، أعددت ليّ قبل أن ألقاك أكفانا»، حيث يشي هذا البيت بما سيأتي من قصائد كتبت بين عامي 2021-2023، لم ترتأي التيتون عنونتها، أو تفصيلها وفق ثيمة ما، بل أبقتها تسلسلية كما لو أنها قصيدة مطولة، وضمن عنوانٍ عام للكتاب، يتمحور حول «الهوى» ومرادفاته من حب، وهيام، وعشقٍ وغرام...

ينطلق الديوان بنثرية أشبه بالحوارية الآمرة، تقول التيتون فهيا «لا تجلعني أبكي مرةً ثانية /‏ لا تقتل الروح، لا تبدد الفرح /‏ لا تسلم المنى، لا تحرق البحر الذي يشتاق لك /‏ لا تنهر السفن، لا تعط الألم. لا تجعلني أبكي مرةً ثانية». وفي قصيدةٍ أخرى تطرح سؤالاً عابرًا مقرونًا بغرابة ألا نرى: «لو نرى عدد السنين الباقية /‏ عدد السهام القاتلة؟ عدد القلوب الحانية».

وفي إحدى نثرياتها تكتب متأملةً «الزهور التي هرمت لا تطلب الماء /‏ المرايا التي تهشمت لا تبتسم /‏ الغصون التي جفت لا تسترخي /‏ النجوم التي تكسرت لا تبكي/‏ الحكايات التي لم ترو لا تروى /‏ القهوة التي لا تتألم لا تحتسى /‏ والسر الذي لم يسرُ به لم يكن». وفي قصيدة أخرى تتساءل «من أواسي في الليالي الحالكة؟ /‏ ولمن أهدي الهوى في الدروب الوعرة؟». وفي موضعٍ آخر تقول «قصص للنسيان، هل تشربها العتمة؟ هل تهواها النار؟ /‏ لم تبدأ لكن كانت تسربُ من بين الأغصان، أحياناً تخبو، أحياناً تتراقص في الظل، أحيانًا تتلاشى في الأوهام».

وتقول في قصيدة أخرى «أراقب أشلاء وقتي على ضفة الليل /‏ في زوايا الكلام أرى قصصًا محروقة /‏ أرى موطناً لا يجيء، وزنابق مخنوقة /‏ وانتهي في لعنة الغربان في العويل». وفي فضيلة الصمت في حضرة الحب تقول «النجوم نائمة، والفضاء ظلام /‏ الصمت أجمل، والكلمات ركام».

وفي تقريع الذات بعد حبٍ لم يكلل بالنجاح تقول: «كالمعتوهة، كالمهجورة، كالمنسية أصبحت، وتهاوى السقف /‏ الوقت كئيب وضحلُ، وبخيلةٌ الأمكنة /‏ كم زهرة تبكي معي الآن، كم ياسمينة، كم قرنفلة /‏ قلبي يتشظى، يهدأ، ينهار، يفرح، ينتصر، ينهزم /‏ من يشتري قلبي؟ من يشتري المدى؟»، وتقول في موقعٍ آخر «يضج النحيب نهاراً، وتكتئب الفراشة /‏ يمر الوقت مثخناً، والليل نزع الرئتين /‏ يصوغ النهايات، يكتب الرثاء، يعزف لحن الجنازة /‏ مات الغصن، ترهل الموج، تهاوى النورس /‏ لا تصغ للبحر إن البحر أبكم، وفي القارورة علقم».

جريدة الأيام البحرينية

شعار الخمسينيات

إصدارات الأسرة