د. راشد نجم : مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين رائدة ونحن نحرص على مد جسور التعاون معها.

شارك الدكتور راشد نجم رئيس أسرة الأدباء والكتاب في مملكة البحرين في النسخة الثالثة من المنتدى الثقافي الخليجي التي أقيمت فعالياتها في الكويت قبل أيام وذلك  بورقة بحثية بعنوان "الاستثمار في الثقافة: عبدالعزيز البابطين إنموذجاً" حيث استعرض في ورقته الاسهامات الكبيرة والمتعددة للشاعر الراحل عبدالعزيز البابطين في مجال استثمار المال الخاص لدعم المشاريع الأدبية والثقافية والجوائز والبعثات الدراسية على مستوى الوطن العربي والعالم

في حوارنا مع نجم استعرضنا ملامح تلك الورقة وخلاصة تجربته مع المنتدى الثقافي الخليجي.

- لنبدأ عن مشاركتك في المنتدى الثقافي الخليجي؟

هذه هي النسخة الثالثة من المنتدى الثقافي الخليجي الذي بدأت فكرته وتبلورت خلال احتفال أسرة الأدباء والكتاب في مملكة البحرين عام 2019 بمناسبة مرور نصف قرن على التأسيس بحضور الاخوة أعضاء الاتحادات والجمعيات الأدبية من دول الخليج العربي، حيث تم التباحث حول أهمية وجود تجمع للأدباء والكتاب في دول مجلس التعاون لوجود قواسم كثيرة مشتركة بينهم، فكان هذا المنتدى الذي تحوّل من فكرة وأمنيات الى واقع ملموس وفعاليات، حيث تم تنظيم المنتدى الأول في العاصمة العمانية مسقط عام 2022 والثاني في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية عام 2023 والثالث حالياً في دولة الكويت 2024 والرابع سيكون في مملكة البحرين عام 2025 إن شاء الله.

لقد شاركت في المنتدى الثقافي الخليجي الثالث في دولة الكويت بورقة بحثية بعنوان "الاستثمار في الثقافة: عبدالعزيز البابطين إنموذجاً" حيث استعرضت في ورقتي الاسهامات الكبيرة والمتعددة للشاعر الراحل عبدالعزيز البابطين في مجال استثمار المال الخاص لدعم المشاريع الأدبية والثقافية والجوائز والبعثات الدراسية على مستوى الوطن العربي والعالم، والترويج لوطنه الكويت عبر وضعه على خريطة الاهتمام العالمي في هذا المجال، ليصبح بذلك إنموذجاً متميزاً باقياً حتى بعد رحيله رحمة الله عليه. وقد وجدت هذه الورقة تفاعلاً وصدى طيباً من خلال الحضور وعبر وسائل التواصل الاجتماعي نظراً للمنظور الجديد لتناول هذا الاسهام الثقافي الكبير الذي قام به الراحل الشاعر عبدالعزيز البابطين من منطلق كونه استثماراً ثقافياً يسهم في مستقبل التنمية الثقافية وآثارها الإيجابية على التنمية الاقتصادية التي يمر بها المجتمع الكويتي.    

- لنتطرق الى محور الجلسة "الرواية الخليجية خلال عقدين" وأبرز ما تم الحديث عنه؟

تم الاتفاق فيما بيننا أن يتم اختيار موضوع معين لكل منتدى تختاره الدولة المضيفة يتناول قضية أدبية تهم أدباء الخليج العربي، بالإضافة الى مهرجان شعري مصاحب، وقد اختار مجلس الإدارة في رابطة الأدباء الكويتيين برئاسة الأخ العزيز الأمين العام للرابطة المهندس حميدي حمود المطيري موضوع "الرواية الخليجية في عقدين من 2003-2023" وتم التوافق عليه من الجميع.

من أبرز ما تم في هذا المحور هو التعرف على المشهد الأدبي في مجال الرواية في الفترة المذكورة في كل دولة خليجية، وأهم التحولات التي مرت به، والرموز الأدبية الفاعلة في هذا المشهد، عبر مجموعة الأوراق البحثية التي قدمت من قبل النقاد والمختصين في هذا المجال، مما يتيح خلق صورة تكاملية واقعية عن هذا المشهد الأدبي.     

- كيف تجد أهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز واقع الثقافة؟

هذه الفعاليات مهمة في تعزيز واقع الثقافة في دول الخليج العربي من جانبين.

الجانب الأول: تطوير نوعية البحوث والدراسات وموضوعاتها المتعلقة بالمشهد الثقافي في دول الخليج العربي، مما يمنح الباحثين والمهتمين بهذا المشهد وجود صورة واقعية لهذا الحراك الذي يتشكّل في مختلف الدول الخليجية حسب خصوصية كل مجتمع.

الجانب الثاني: فرصة الالتقاء الشخصي للأدباء في دول الخليج العربي وتبادل وجهات النظر والحوارات المطولة مما يعزز من العلاقات الشخصية فيما بينهم ويمنح الفرص الممكنة لمشاريع وكتابات مشتركة وتعاون ثقافي مستقبلي.

- الى أي مدى تطورت الرواية الخليجية خلال العقد الأخير؟

بلا شك هناك تطور ملحوظ للرواية الخليجية خلال العقد الأخير يمكن تلخصيه في النقاط التالية:

1.  اهتمام الرواية بالتحولات العديدة التي طرأت على المجتمعات الخليجية سواء أكانت اجتماعية ام سياسية وغيرها لتكون موضوعاً لهذه الروايات.

2.  ازدياد عدد الروايات الصادرة في هذه الفترة بشكل ملحوظ حتى غدت هي النتاج الأكثر صدوراً وانتشاراً وقراءة.

3.  بروز أسماء شبابية جديدة على المشهد السردي مما يعكس انجذاب الشباب الى الرواية كفن أدبي معبّر عن قضاياهم أكثر من بقية الفنون الأدبية الأخرى.

4.  اهتمام دور النشر بالرواية أكثر من الشعر والنقد والموضوعات الأخرى لوجود طلب تسويقي على هذا الفن.

5.  بروز أسماء خليجية واعدة في مجال الرواية حصلت على مراكز متقدمة وجوائز مرموقة مثل جائزة البوكر العربية وغيرها. 

- لنتطرق الى أسرة الادباء والكتاب في مملكة البحرين والدور الذي تلعبه في المشهد الثقافي؟

تعتبر أسرة الأدباء والكتاب من أقدم المؤسسات الثقافية في مملكة البحرين التي تأسست عام 1969 على يد مجموعة من الشباب المهتم بالشأن الأدبي وأصبحوا الآن رموزاً أدبية أمثال: الدكتور محمد جابر الانصاري، الشاعر علي عبدالله خليفة، الشاعر قاسم حداد، الدكتور علوي الهاشمي، الشاعرة حمدة خميس، الروائي محمد عبدالملك والكاتب محمد الماجد وغيرهم الذين وضعوا النهج الفكري للأسرة تحت شعار "الكلمة من أجل الانسان" ومازال هذا الشعار مستمراً.

لقد لعبت الاسرة دوراً مفصلياً في المشهد الثقافي في البحرين منذ التـأسيس حتى الآن من حيث التأثر بكل الاتجاهات الأدبية العالمية والعربية، والاهتمام بالنتاج الأدبي لأعضائها والاشتغال على تطويره، والتشجيع على الإصدارات في مختلف الفنون الأدبية، وإقامة الندوات والفعاليات والأنشطة بشكل ثابت مساء كل أحد والتي تعكس الحراك الأدبي حتى أصبحت أسرة الأدباء والكتاب هي المتصدرة للمشهد الأدبي في البحرين.

لقد اهتمت الإدارة الحالية للأسرة بالاعتناء بأدب الشباب ومساندتهم وتشجيعهم في التعريف بنتاجهم وإتاحة الفرصة أمامهم لتدشين هذا النتاج في الاسرة، حيث تم تخصيص يوم الاثنين من كل أسبوع لهذا الغرض، كما تم تشكيل لجنة للشباب، ولجنة للشعر ولجنة للسرد ولجنة للترجمة، ومسابقة سنوية في مجال القصة القصيرة.

- كيف تجد التعاون مع مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين في الكويت؟

مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين مؤسسة رائدة في دولة الكويت ونحن نحرص على مد جسور التعاون معها بما يخدم الأهداف المشتركة ونسعى الى وجود صيغ محددة للتعاون مثل مذكرات التفاهم وغيرها للاستفادة من الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها هذه المؤسسة والتوجهات الساعية الى تطوير المشهد الأدبي خصوصاً في مجال الشعر وهو يمثل جزءاً من حرص أسرة الادباء والكتاب في الاعتناء به والحفاظ على مكانته الرائدة ضمن الحراك الأدبي في البحرين.

- لنتطرق الى نتاجك الأدبي في الفترة المقبلة؟

لقد أصدرت عام 2022 ديوانين باللهجة العامية، الأول بعنوان "همس المشاعر" واحتوى على عدد كبير من القصائد الشعرية التي كتبتها في فترات متفاوتة، والثاني بعنوان "بوح الدفاتر" وهو توثيق للنصوص الغنائية الكثيرة التي كتبتها طوال السنوات الماضية مذيلة بأسماء المطربين الذين تغنوا بها وكذلك أسماء الملحنين وسنوات التأليف، بالإضافة الى الأوبريتات الغنائية التي قدمت في العديد من الاحتفالات الرسمية مثل عيد العلم وحفل افتتاح بعض الدورات الرياضية المختلفة التي أقيمت في البحرين وغيرها من المناسبات.

وسوف يصدر لي قريباً كتاب بعنوان " شغف الدروب المضيئة" وهو توثيق لمجموعة من المقالات والشهادات عن أصحاب الدروب المضيئة في حياتنا، الذين فتحوا أمامنا واسع آفاقها، شاركت بعضهم خطواتها، منهم من رحل والباقون مازال دربهم مضيئاً. وكذلك اشتغل حالياً على كتاب بعنوان " إضاءة لذاكرة العمر.. ما يشبه السيرة"، وهو توثيق لسيرتي الذاتية، وكذلك لدي مشروعات أخرى أعمل على تجميع مادتها تمهيداً لإصدارها.

شعار الخمسينيات

إصدارات الأسرة