أسرة الأدباء والكتاب.. 49 عاماً من العطاء الأدبي والثقافي.

غـدت أسرة الأدباء صـوتاً مسموعاً في المشهد الثقـافي العـربي والمحلي.. فمنذ أن تأسست في عام 1969م، كانت ولا تزال تتطلع إلى استقطاب الأقلام الشابة والعمل على إيصال الأدب البحريني إلى أقطار الوطن العربي.

هدفت الأسرة عبر السنوات للحث على الإنتاج الجيد في مجال الأدب والثقافة والفكر، وتشجيع البحوث والدراسات الأدبية والفكرية، والعناية بالتراث العربي على الصعيدين المحلي والقومي، والاتجاه بالأدب اتجاهاً يخدم المجتمع، ويعمل على تنمية الوعي الاجتماعي ، بالإضافة لرعاية الحركة الفكرية والعمل على ازدهارها .

وإن كانت الأسرة تقترب من عامها الخمسين على تأسيسها ، كان لابد من الوقوف على عطاء هذا الصرح الثقافي، ولأجل ذلك دار هذا الحوار مع د.عبدالقادر المرزوقي العضو الإداري بأســرة الأدبـاء والكتـاب .

يقول د عبدالقادر المرزوقي : "إن الأسرة كيـان أدبي يعمـل علـى احتضـان التجـارب الإبداعية بغـية النهـوض بالحـراك الثقـافي في مجـتمع البحـرين ، اسـتمرارا لمـا أسسه الـرواد الأوائل، وفي الوقت ذاتـه تعمل علـى مواكـبة حـركة الأدب في الخلـيج والعـالم العـربي ، وتعـزيز أواصـر التعـاون الأدبي بين الكـيانات الأدبية والإطلاع على المنجـزات الإبداعية من أجـل خلـق نـوع مـن التلاقـح المعـرفي في المشهد الثقـافي.

لقـد تأسست أسرة الأدباء والكـتاب في 29 سـبتمبر 1969 علـى يـد مجمـوعة مـن الشـباب المشغولين بالهـمّ الأدبـي لتـأطير انجـازاتهم الإبـداعية فـي كـيان يحمـل رسـالة ثقـافية تهـدف إلى رعـاية الحركة الفكرية والنهضـة الأدبية في البحـرين والعمل على ازدهارها، وجمـع شمل ذوي المواهب الكتابية في شـتى مجـالاتها وتعـزيز الروابط الثقـافية والفكـرية والاجـتماعية بينهم، والعمل لما فيه المصلحة العـامة، وتشجيع البحوث والدراسات الأدبية والثقـافية والفكـرية ، والعـناية بالتراث العـربي على الصعيدين المحلي والعربي، ممـا يـؤدي بالاتجاه الأدبي اتجاها يخدم المجتمع ويعمل على تنمـية الوعي الثقـافي والاجتماعي .

مضيفا : ضمت الأسرة منذ تأسيسها كوكـبة من الشـعراء والروائيين والمسرحيين والنقـاد الذين أثـروا الأسـرة بأعمـالهم الإبداعية حتى غـدت أسرة الأدباء صـوتاً مسموعاً في المشهد الثقـافي العـربي والمحلـي، إذ بـدأت الأسـرة وهـي فـي بدايات التـأسيس إلـى إقـامة الأمسـيات الشـعرية، فقـد شـهدت فـترة السـبعينيات نشـاطاً وحـراكاً ثقـافياً منقطـع النظـير في التـأليف الشـعري والقصصـي والمسـرحي وذلك بفضـل تلاحـم النخـب المثقّـفة ومـؤازرة الجمهـور المتعطّش للثقـافة والأعمـال الإبداعية.

ويكمل د. عبدالقادر المرزوقي : إنّ هـذا الـزخـم مـن التفـاعل الفكـري بين المبدعـين والمتلقـيين دفـع بالأسـرة إلـى إصدار مجلـة أدبية تعـنى برعـاية المـواهـب الكتابـية وإبراز الطـاقات الفـاعلة في مجـال الشعر أو القصة أو المسـرح وتهـيئة الأرض الصـالحة للـفعـل الثقـافي وتشجيع مهمـة البحـوث الأدبيـة والثقـافية، فكـانت مجلــة كلمــات الـتي صـدرت في خريف عـام 1983 مجلـة أدبية فصلـية والتـي زخـرت في عـددها الأول بالكثير من الأقلام الشـابة المتوهجـة فكـراً ومعـرفـة، إذ صـدر خـلال مسـيرتها واحـد وعشرون عـدداً ثـم توقفت عـن الإصدار، وقـد أنجزت الأسـرة خلال مسيرتها الثقـافية مـا يربو على سـتين عنـوانا علـى وجـه التقريب إضـافة إلى مجلـة كلمـات الفصلـية، ونحـن الآن بصـدد مـواصلة الإصدار بعـد فترة تقييم

لمسيرة المجلة، حـيث إنـنا نعـد لإعـادة الإصدار بالتزامن مع احتفال الأسـرة بمرور خمسين عـاماً على تأسيسها في عـام 2019 ، وسـتشهد فـترة الاحـتفال باليوبيل الـذهـبي للأسرة عـدة إصدارات توثـق مسـار الحـركة الأدبية شـعراً وسـرداً ونقـداً بالـتزامـن مـع تكـريم المـبدعين الرواد، وسـيعلن عـن تفصيل الاحـتفال في مـؤتمـر صحفـي يعقـد في مقـر الأسرة يتحـدث فيه رئيس مجلس إدارة الأسرة الشـاعر إبراهيم بوهـندي والأمين العـام للأسـرة الدكـتور فهـد حسـين.

وهـكذا لم يتوقف الشـغف الأدبـي في مسـيرة الأسـرة مـنذ تأسيسـها في سـبعينيات القـرن المـاضي إلـى الآن، بـل أكسبتها تلك السـنون تراكمـاً معـرفياً فاعـلاً في محـيط الثقـافة العـربية لتنظـم عضـواً عـاملاً في الاتحـاد العـام للأدباء والكتاب العــرب في عـام 1970 أي بعـد تأسيسها بثـلاثة أشهـر.

وقـد اتسـمت مسـيرة أسـرة الأدبـاء والكـتاب بالتفـاعل المثمـر باحتضـانها المبـدعين البحرينيين وذلك مـن خـلال توجيههم للكتـابة ونشـر إصداراتهم الأدبية ومسـاعدتهم في تلمس طـريق الثقـافة مـن أجـل رفـد الحـراك الثقـافي دراسـة ونقــداً، كمـا أنّهـا عملـت على تضـفير المنجـز الإبداعي بتشـكيل كيانات تعمـل في إطـار الأسرة وهـي جمـاعة فضـاء الشـعر وتعـني بالشـعر وقضـاياه، وملتقـى القصـة الـذي يعنـي بالقصـة القصـير وتقنيـاتها الحـديثة، ومخـتبر السـر وهـو معـني بالسـرد وقضـاياه مـن حـيث الأسـلوب والتقنيـات الحـديثة في الكتـابة الـروائية، وأخـيراً لجنـة الترجمـة إذ تهـتم بالترجمـة رافـداً لنقـل المعـارف والإبداعات الأدبية العـالمية.

ويؤكد : ممـا لاشـك فـيه أنّ الأسـرة وهـي تحـث السـير في طـريق الحـراك الثقـافي فقـد وضعـت نصـب عينيها تحقـيق الأهـداف الـتي التزمـت بها في تحـقيق الشـراكة المجتمعـية بمـا يصـب في خـدمة المجـتمع وبنـاء الإنسان البحـريني معـرفياً وفكـرياً علـى أسس المجـتمع الحـديث بمفاصلـه الثقـافية والاجتمـاعية والتـاريخية، فقـد عمـدت الأسـرة إلى إنتـاج وتجـديد ذاتهـا انطـلاقا مـن الـرغـبة علـى تـأكـيد أنّ إنتاج الثقـافة عملـية ديناميكـية متجـددة ومسـتمرة في تفـاعلهـا مـع مكونـات المجـتمع الثقـافية، لـذا فإن أسرة الأدباء وقّعـت مـؤخـراً مـذكـرة تفـاهم وتعـاون مـع هيئة الثقـافة لـدعم أنشـطة الأسـرة وخلـق فضـاء تعـاون مـن أجـل تفعـيل وتطـوير الحـراك الثقـافي بمـا يكشـف عـن الهـوّيـة الوطـنية لمجـتمع البحـرين، ويسـتمر التفـاعل الثقـافي بين الأسـرة والمؤسـسات الثقـافية بإبـرام مذكـرة تفـاهم وتعـاون مـع

صحـيفة الوطـن لإصـدار صفحـة أدبية أسـبوعية بعـنوان تـدوين ترصـد فعـاليات وانجـاز أسـرة الأدبـاء لخلـق مسـاحة مفتـوحة للإبـداعـات الثقـافية تأكـيدا للحضـور المسـتمر داخـل الفضـاء المعـرفي المـرتبط باللغـة وبالـوطن الـذي ننتمـي إليه.

ويقول لافتا : إنّ أسـرة الأدباء والكتاب تعيش هـذه الأيام مـرحلة متوهّجـة في اسـتعدادها للاحـتفال باليوبيـل الذهـبي لتأسيسـها إذ سـتنطلق مجلـة كلمـات من جـديد، إضـافة إلى مهـرجان ثقافي علـى مـدار عـام 2019 تستضـيف فـيه العـديد من الفعـاليات المعـروفة في مجـال الشعـر والنقـد، بالتـزامن مـع تدشـين الكثير مـن الدراسـات الثقـافية الـتي تسـلط الضـوء على تأصيل وتأريخ المسـيرة الثقـافية للحـراك الثقـافي وإسـداء الفضـل لمـن كانت لهـم بصمـات واضحـة في ثقـافة المجـتمع البحـريني.

ولـم يقتصـر نشـاط الأسـرة على الحـراك الثقـافي في الـداخل، بـل امتـد نشـاطها إلى الخـارج، فقـد شـاركت في العـديد من المـؤتمرات الأدبية في العـالم العـربي ببحـوث وأوراق علمـية تعكـس مسـتوى التطـور الثقـافي في البحـرين.

وتفعـيلاً لمـبدأ الاهـتمام بالمبـدعين الذين أسهموا في المشهد الثقـافي، فإنّ الأسـرة لم تتـوان في التـواصل الحميمي مـع كـل تلك الشخصيات بترتيب زيارات دوريـة لهـم تقـديرا لفضلهم واحـتفاء بمـا أسـدوه من منجـز أدبي وإبداعي كـان أسـاساً لـرفـد الـوعي الفكـري على خـارطة الثقـافة ولـدورهـم المعطـاء فـي دعـم وتعضـيد مسـيرة الأسـرة .


شعار الخمسينيات

إصدارات الأسرة