أسرة الأدباء والكتّاب بيت المثقفين العرب.

أثناء تواجدي في مهرجان الفرق المسرحية الأهلية بدولة الكويت الشقيقة، تسنى لي اللقاء بعدد من النقاد والكتاب والمثقفين الخليجيين الذين تمت دعوة بعضهم للمشاركة في فعاليات مصاحبة للمهرجان من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حيث دار بيننا حوار مطول حول المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب الذي سيعقد في 22 ديسمبر الجاري بمملكة البحرين، تركز أغلبه حول محاولات بعض المنشقين من كيان أسرة الأدباء والكتاب إفشال إقامة هذا المؤتمر وفعالياته في البحرين، وسعيه المسعور للاتصال مباشرة ببعض الشخصيات الأدبية والثقافية في الخليج والوطن العربي من أجل إقناعهم بـ «سلطوية» وديكتاتورية من يقف وراء تنظيم هذا المؤتمر، وكان بعض المشاركين في الحوار الذي ضمنا أبلغني بأنه ممن تم الاتصال به من قبل أحد المنشقين من كيان الأسرة، والجميل في الأمر، أن هذا البعض لم يكن سعيدا ولا مقتنعا بالاتصال أو بفحواه، فالمسألة بالنسبة له محسومة، كونها ذات اتصال مباشر بالثقافة وشؤونها وهمومها في الوطن العربي، وكون من ينظم هذا المؤتمر ينتمي أعضاؤه إلى كيان يعد من أقدم وأعرق الكيانات الأدبية والثقافية الفاعلة والمؤثرة في الوطن العربي، ممثلا في أسرة الأدباء والكتاب البحرينية، لذا يصعب الاقتناع بتخرصات غير مسؤولة يسوقها هذا المنشق أو ذاك، هذا إلى جانب المشاركين من الأدباء والمفكرين والمثقفين العرب الذين تميزوا بألقهم الإبداعي وحضورهم الفكري وكانت لهم علاقات حميمة بأهل الأدب والفكر والثقافة بمملكة البحرين منذ زمن طويل، فكانوا يتساءلون بحرقة واستغراب: لماذا المقاطعة؟ هل يعقل أن نكون في صف من يدعونا إلى التخلف والجهل ويقودنا إلى جحيم الإرهاب والتطرف؟ هل يعقل أن يكون مثل هؤلاء كتابا أو أدباء؟! وفي اللقاء، زاد استغراب الأصدقاء المثقفين من بيان المقاطعة الهزيل ومن تهجم بعض المنشقين على بعض رموز الثقافة والأدب في البحرين، وكان آخر هذه الرموز الشاعر المبدع قاسم حداد الذي اتهمه أحد المنشقين قبل يومين لا أكثر عبر لقاء أجراه معه خالد بيومي، اتهمه بالسلطوية وبالمثقف الذي تخلى عن مبادئه الوطنية والثورية، وقد أطلعنا أحد الأصدقاء على ما كتبه الشاعر كريم رضي بشأن قاسم حداد وبعض المثقفين، وإليكم بعض «هسترة» مما كتبه شاعرنا: «الوصفة السحرية إياها التي أتقنها قاسم حداد وشلة الليبراليات الحكومية العربية الفاشلة، التي تأسف ضمنا أو صراحة على الأنظمة الراحلة أو الموشكة على الرحيل، سهلة جدا. طالما الربيع في غير بلدك امدحه بلا تحفظ وغرد باسمه، وما أن يقترب من بلدك، ولكي تتخلص من أي موقف في الاستحقاق المحلي في وطنك، هاجم ما يسمى بـ «الربيع العربي» إجمالا دون تفاصيل، حتى لو كنتَ مدحتهُ وطبّلتَ له ونشرت بياناته يوما حين كان بعيدا عن بلدك، عمم مصطلحات ساذجة وعامة غير محددة، مثل «كلهم يكذبون»، «الكراهيات والموت»، «كلهم دجالون»،«الماضي قادم»، «لستُ آلهة مثلهم»، «لم أجد ربيعا بهذه الدموية»، «الانقسام المجتمعي»، «الفالج الذي لا يعالج»، وغير ذلك من مفردات كرنفال الكلام الذي لا يقول شيئا برغم كثرة المفردات والجمل، وحاول الترويج لثورة غير موجودة إلا في مخيلتك، ثورة نظيفة غير ملوثة وطاهرة طهارة فرج البكر في ذهن القرويين، كطهارة الأنظمة التي تخشى زوالها لئلا ينقض على حداثتك «الدجالون»، «الذين جاءوا مبكرا» ليهاجموا الأنظمة التي لم تكن يوما دجالة ولا مجرمة، الأنظمة العصرية التي هي خلاصنا الوحيد من «الدجالين». والمهم ألا تدخل في أي تشخيص محدد ولا تنتقد حكومة بلدك بل المعارضة فقط. ولا بأس في أن تتأسف على ثورات الأيام الخالية في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات التي كانت ثورات خالية من «الدم والكراهيات والأحقاد»، لتبين أن البشر الحقيقيين وجدوا تلك الأيام فقط. إنها فعلا خلطة سحرية. لكي تتأكد من دقة الوصفة وانطباقها على أعضاء الجوقة اقرأ ما يكتبه قاسم حداد في ضوء ما يكتبه بقية الجوقة الفاشلة يوسف الحمدان، سعيد الحمد، اسحاق آل الشيخ، فوزية رشيد، عبدالله خليفة، عثمان الماجد، أحمد جمعة. شكرا لقاسم مجددا لأنه أكد لنا قطيعتنا اللامأسوف عليها مع أفكار هذه الجوقة وبياناتها». إلى هنا وانتهت وصفة كريم.. يا ترى ماذا ننتظر من مثل هؤلاء المنشقين الذين أتقنوا مظلوميتهم بامتياز، وكما لو أنها الهواء الذي يتنفسونه كل يوم وفي كل سانحة، وأتقنوا الكذب بعد تمرس «بكائي» في مدارس فضائيات العالم والمنار وأشباههما؟.. خلاصة الحوار الجميل بيني وبين الأصدقاء، أنهم سيحضرون فعاليات المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، حتى لو لم تتم دعوتهم، فالمؤتمر يعنيهم كمثقفين وأدباء، مثلما تعنيهم أسرة الأدباء والكتاب كوجه ثقافي حضاري مؤثر في الخليج والوطن العربي، كما سيسهمون من جهة أخرى في توضيح حقيقة ما يدور في أروقة المنشقين من كذب وافتراء على الأسرة ورموزها وأعضائها.. هؤلاء هم الأدباء والمثقفين الحقيقيين والغيورين على الثقافة وعلى استمرارية فعاليات وأنشطة الأسرة، وليسوا من يزعمون حرصا على الثقافة وأهلها في البحرين وهم يتوددون رضا المرشد الأعلى وولاياته في إيران الصفوية..

شعار الخمسينيات

إصدارات الأسرة